السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم، وبعد:
اقدم لكم انا اليوم هذا الوصف الدقيق
الوصف الكامل للنبي صلى الله عليه وآله وسلم
كما وصفته أم معبد، فقد جاء في حديث حبيش بن خالد، رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم- حين خرج من مكة مهاجرًا إلى المدينة، مرَّ– عليه الصلاة والسلام- على خيمة أم معبد، رضي الله عنها، ورأت من كراماته صلى الله عليه وآله وسلم، ثم بايعها على الإسلام، وانطلق،
مر النبي وهو في طريق هجرته بأم معبد، وكانت تجلس أمام خيمتها، فتطعم وتسقي من يمر بها من المسافرين ..
فسألوها تمرا أو لحما يشترون منه، فلم يصيبوا عندها شيئا. وأبدت أسفها قائلة: والله لوكان عندنا شيء ما أعوزكم القرى، وما كنتم بحاجة إلى أن تسألوا شيئا، أوتدفعوا شيئا، لقد كانت السنة مجدبة، والبادية في قحط شديد.
فنظر رسول الله صلى الله عليه وسلم في كسر خيمتها، فقال: ما هذه الشاة يا أم معبد؟ قالت: هذه شاة خلفها الجهد والضعف والإعياء عن الغنم.
فقال: هل بها من لبن؟ قالت: هي أجهد من ذلك…قال: أتأذنين لي أن أحلبها…قالت: نعم إن رأيت بها حلبا.
فدعا بالشاة فمسح ضرعها، وذكر اسم الله، وقال: اللهم بارك لها في شاتها، فتفاجّت، ودرّت واجترّت، فدعا بإناء يربض الرهط، فحلب فيه شجا، حتى غلبه الثمال فسقاها حتى رويت، وسقى أصحابه
حتى رووا، وشرب صلى الله عليه وسلم آخرهم وقال: ساقي القوم آخرهم، ثم حلب فيه ثانيا عودا على بدء، حتى امتلأ الإناء، ثم غادره عندها، وبايعها وارتحلوا عنها.
وما لبثت حتى جاء زوجها أبو معبد يسوق أعنُزا عجافا، فلما رأى اللبن عجب وقال: من أين لك هذا اللبن يا أم معبد والشاة عازبة، ولاحلوبة في البيت؟!.
قالت: لا والله، إلا أنه مر بنا رجل مبارك، كان من حديثه كيت وكيت، قال: والله إني لأراه صاحب قريش الذي يطلب فصفيه لي..
فإن الوصف الكامل للنبي صلى الله عليه وآله وسلم، كما وصفته أم معبد، كما جاء في حديث حبيش بن خالد، رضي الله عنه وغيره أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم- حين خرج من مكة مهاجرًا إلى المدينة، مرَّ– عليه الصلاة والسلام- على خيمة أم معبد، رضي الله عنها، ورأت من كراماته صلى الله عليه وآله وسلم، ثم بايعها على الإسلام، وانطلق.
ولما رجع زوجها ووجد لبنًا أعجبه ذلك وقال: من أين لك هذا يا أم معبد والشاء عازب حائل ولا حلوب في البيت؟ قالت: لا والله إلا أنه مرّ بنا رجل مبارك من حاله كذا وكذا. قال: صِفِيه لي يا أم معبد. قالت: رأيتُ رَجُلاً ظاهِرَ الوَضَاءَةِ (حسن الوجه ) أَبْلَجَ الوَجْهِ ( مشرق )، حَسَنَ الخَلْقِ؛ لَمْ تَعِبْهُ تَجِلَّةٌ ( عظم البطن ) ، ولَمْ تُزْرِيهِ صعلة ( لم يشنه صغر الرأس ) ٌ، وَ سِيمٌ ( الجميل الخلقة ) ، قَسِيمٌ، في عَيْنِهِ دَعَج ( شدة سواد العينين ) ، وفي أَشْفَارِهِ وَطفٌ ( طويل شعر الاجفان ) ، وفي صوتِه صَهلٌ (رخيم الصوت وصلابته )، وفي عُنقِه سَطعٌ ( إشراف وطول ) ، وفي لِحْيَتِهِ كَثَاثَةٌ ( دقة نبات شعر اللحية مع إستدارة ) ، .. أحور أكحل .. أَزَجُّ أَقْرَن ( دقة شعر الحاجبين مع طول فيهما واتصال ما بينهما من شعر ) شديد سواد الشعر ُ، إن صمَتَ فَعَلَيه الوَقَارُ، وإنْ تَكَلَّم سماه وعَلَاهُ البَهَاءُ ( حسن المظهر )، أَجْمَلُ النَّاسِ وأَبْهَاهُ مِن بَعيدٍ، وأَحْسَنُه وأجملُه مِن قَريبٍ، حُلْوُ المًنْطِقِ، فَصْلاً لا نَزْرَ ولا هَذْر( لا عي فيه ولا ثرثرة في كلامه )َ، كأنَّ منطقَه خَرَزَاتُ نَظْمٍ يَتَحَدَّرْنَ، حلو المنطق .. اجهر الناس واجملهم من بعيد وأحلاهم وأحسنهم من قريب .. رَبْعَةٌ ( وسط ما بين الطول
والقصر ) ، لا تَشْنَؤهُ ( لا تبغضه ) مِن طول ٍ، ولا تَقْتَحِمُهُ ( تحتقره ) عَيْنٌ مِن قِصَر ٍ، غُصنٌ بينَ غُصنَين، فهو أَنْضَرُ الثلاثةِ مَنْظَرًا، وأحسنُهم قَدْرًا، له رُفَقَاءُ يَحُفُّونَ بِه ( يحيطون به ) ِ، إنْ قال سَمِعُوا لِقَوْلِه، وإنْ أمَر تَبَادَرُوا إلى أمْرِه، مَحْفُودٌ ( يسرع اصحابه في طاعته ) ، مَحْشُودٌ ( يحتشد الناس حوله ) ، لا عَابِسٌ ولا مُفنِدٌ )
.الحديث أخرجه الطبراني في الكبير(3605)، و الحاكم في المستدرك(3/9-10)، وأبو نعيم في دلائل النبوة(282-287)، واللالكائي في اعتقاد أهل السنة(1434-1437).
وله شاهد من حديث جابر كما عند البزار(كشف الاستار: 1742).
وشاهد آخر من حديث أبي معبد الخزاعي، رواه ابن سعد في الطبقات(1/230-232).
وله شاهد أيضاً عند البيهقي في دلائل النبوة(2/491).
والحديث: بمجموع طرقه يرتقى إلى درجة الحسن.
والى اللقاء إن شاء الله ..
والله الموفق