الكلمة الجارحة اقوى من الرصاصة
الكلمة احيانا تكون أقوى من الرصاص
الكلمة التي تنطلق من أفواهنا أحياناً تقتل كما تقتل الرصاصة المنطلقة من فوهة مسدس
او بندقية او رشاش او مدفع ...
هل نفكر قبل أن نتحدث مع الاخرين؟
هل ننتقي كلماتنا بأهتمام عندما نكتب للآخرين؟
عندما نعاتبهم أو عندما نحبهم أو عندما نغار عليهم أو عندما نحتج عليهم
الكلمة سلاح خطير يجب أن نتعامل معها بكل عناية
وحذر حتى لانقتل أحدا ً ما أو تتسب له بضرر بالغ أو إعاقة نفسية مزمنة
كم يقتل الصمت فينا من أشياء ولكن ما يقتله الكلام أكثر
كم من كلمة قالت لصاحبها دعني
لن نخسر شيئاً حين نقول كلمة جميلة ونخسر كثيراً حين تفلت منا كلمة جارحة
تحطم قلب وتؤذي نفس وتترك بصمة مؤلمة بالذاكرة
ومخزون قاسي من الذكريات الحزينة
نخسر إنسان ربما لن تعوضه لنا الحياة في الأيام القادمة
نخسر قلب ربما لن نجد مثله و فيما بعد نخسر راحة ضميرنا وراحة أنفسنا و الكثير من حسناتنا
علينا أن نتمهل قبل الشروع بالقتل بكلماتنا
علينا أن نتمهل قبل أن نشهر سيوف حروفنا
أنني أتساءل
هل الذي قتلناه بكلماتنا قادر على المسامحة في كل الأوقات؟
اظن ان لكل قلب ولكل روح طاقة معينة وحد معين.. فقد يفقد القدرة على المسامحة بعد نفاذها
هل لنا أن نتحكم ونراقب مسدسات أفواهنا وأقلامنا حتى لا تنطلق منها كلمة قاتلة
وإن لم تقتل فلابد أن تجرح بعمق؟
نعم .. فهذا أمر سهل جداً
واذكر لكم قصة رمزية لها معنى كبير لمن عقل...
كان رجل في مكان قفر وحان موعد الطعام
عجن الطحين واوقد النار حتى صارت جمر ووضع الرجل قرص الشعير
ودفنه فوق الرماد وغطاه بالجمر كما نفعل في بلادنا ما نسميه خبز القرص
ثم اخرجه بعدما نضج ووضعه امامه لكي يناوله ..في هذه الاثناء
مر عليه اسد فقال له تفضل يا ابا الحارث على ما قسم ..
جلس الاسد وتناول القرص من امام الرجل ..
ورفعه الى فيه فاصابه الكثير من لعبه فصاح به الرجل لا ء لاء
قرفتها بسعبولتك .. فرمى بها امام الرجل غاضبا
وقال له هل عندك فأس .. قال وهو يرتجف نعم عندي
قال هاته
اخرجه الرجل من متاعه قال له الاسد
اضرب بهذا الفأس هنا واسار الى مفرق رأسه
فقال الرجال لالا ماله داعي قال الاسد بغضب شديد مع زمجرة قوية
هزت المكان قلت لك اضرب هنا
فإ متثل الرجل وضربه على ام رأسه ضربة قوية كما امره
ففار الدم كالنافورة
قال له الاسد والله كلمتك التي قلتها لي اشد علي من فوران هذا الدم
بعد ما ذكرت هل اطرح هذا الكلام للنقاش والحوار لتعم الفائدة ام نكتفي بما ذكر
الحياة رحلة أيما رحلة ..فرح وألم. فقر وغني . ضلال وهدى . وقدوم وسفر.. حياة وموت هكذا أراد الله سبحانه وتعالى ..وهذه مشيئته جل وعلا..
إذا تأملنا مليا في ما يجري فيها من الحوادث الكونية والمتغيرات البشرية لوجدنا أن كل ذلك يعود إلى حكمة الله وإرادته ومشيئته وإتقانه .. فيها الخير وفيها الشر ..
فمنها ما ندركه بحواسنا القاصرة ..ويغيب عنا الكثير ولا نعرف كنهه وحكمته .. وهذا سر مكنون من أسرار الخالق جلت قدرته .. قد استأثر الله بعلمها .. وأودع فينا التأمل بالبصر والبصيرة فيما خلق .. واكبر دليل على ذلك خلق الإنسان ؛تلك الآية العظيمة الدالة على عظمة الخالق ..فقد هيأ الله له جميع المخلوقات وجعلها في خدمته وميزه عن بقية خلقه بالعقل الذي هو مناط التكليف ..
ومن هنا نرى تفاوت الخلق بعضهم عن بعض فنشاهد الشخص السوي والشخص المعاق بعاهة جسدية ..لكن كلاهما عند الله سواء وليس لأحد أفضلية عند الله إلا بالتقوى .. لا بالجمال ولا بالشباب ولا بالعرق ولا الغنى ولا الفقر ولا سلامة الحواس الا .. بالتقوى فقط .. لذا وجب علينا التلاحم والترابط الإنساني بأقوى وأمتن الروابط الإنسانية والأخوية ..
فعلى هذا فالعاهة إذا هي العاهة الروحية لا الجسدية .. كموت القلب بالنفاق مثلا عاهة .. وموت الضمير عاهة ….
يقول سبحانه وتعالى : ((يا أيها الذين آمنوا إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم إن الله عليم خبير ))…سورة الحجرات ( 13) ..
لقد حدد الله معيار التباهي والتفاخر وهو( التقوى ) ..((إن أكرمكم عند الله أتقاكم )).. ولا يؤثر اختلاف الأجساد والألسنة والألوان والعادات والتقاليد والمواهب والشعوب والقبائل ..
كل هذا لا يبرر هذا التناحر والتعالي بين الشعوب والأمم والأفراد والجماعات ..وإنما وجود مثل هذه الإعاقات توجب التآخي والتعارف والتعاون والألفة والمحبة .
:: اذن اخوتي ..
علينا أن ننتقي من حروفنا وكلماتنا الأجمل والأنقى والأصفى
لأننا نعيش وسط أناس لهم من المشاعر والأحاسيس الرقيقة الكثير والكثير,
وأن لم نلمسها ظاهرياً فهي موجودة في حنايا ارواحهم وأرواحنا نحن ايضاً..
ومن أجل هذه الغاية والهدف السامي خلق الله الجنس البشري إذا طبقت قاعدة التقوى .. يقول (صلى الله عليه وسلم ) : (( أيها الناس إن ربكم واحد . إن أباكم واحد ألا لا فضل لعربي على أعجمي ولا لأسود على أحمر إلا بالتقوى خيركم عند الله أتقاكم ))..
أخرجه أحمد من حديث أبي نضرة عمن سمع خطبة النبي r رقم ( 23536 ) 5 / 411، وأبو نعيم في حلية الأولياء 3 / 100 من حديث جابر بن عبد الله ، وأحمد المديني في جزء فيه قول النبي r رقم ( 16 ) ص 32 ، وابن المبارك في مسنده رقم ( 239 ) ص 146 – 147 ، وذكره الهيثمي في مجمع الزوائد 8 / 84 ، 3 / 266 وقال رواه أحمد والبزار ورجالهما رجال الصحيح ، وابن حجر في فتح الباري 6 / 527 ، وصححه الألباني في صحيح الترغيب رقم ( 2963 ) ، وفي سلسلة الأحاديث الصحيحـة رقـم ( 2700 ) 6 / 449 ، وفي غاية المرام رقـم ( 313 )
وحتى تذوب تلك الفوارق الأرضية المصطنعة يقول :
( صلى الله عليه وسلم ): ((إن الله لا ينظر إلى صوركم وأمواكم ولكن ينظر إلى قلوبكم وأعمالكم ))..
هكذا الإسلام وهذه تعاليمه وآدابه وقيمه…
وانا ذكرت هذا الكلام لان البعض يتطاول على الاخرين
دون اعتبار لمركز او علم او كبر سن اوحتى احترام للجيرة او العشرة
او القرابة او الاخوة او الصداقة او المعرفة مهما كانت الفوارق الاجتماعية او السيا سية
قال الله تعالى ( ان اكرمكم عند الله اتقاكم )
بعد ما ذكرت هل اطرح هذا الكلام للنقاش والحوار لتعم الفائدة ام نكتفي بما ذكر